من عجائب اللغة العربية
اللغة العربية غنية بمفرداتها التي تتجاوز الاثني عشر مليون كلمة، تتميز بجمالها وقدرتها الفائقة على التعبير البليغ. اللغة العربية لينة ومطواعة، مما يمكنها من كسب إعجاب وحب الكثيرين. تعتبر اللغة العربية ساحةً للتحدي وصراع الأدباء لإبراز مهاراتهم. الكثير من الأفراد يجدون في كلماتها ذلك السحر الذي يشدّ الانتباه ويُفتن الناظرين، كما يستثير فضول القارئ ويحفزه على اكتشاف المزيد. على مر العصور، استطاع كُتّاب العرب، سواء القدماء أو المعاصرون، أن يبدعوا في تسليط الضوء على مميزات هذه اللغة من خلال أعمالهم الفنية المتقنة.

بلاغة الكلمة
اللغة العربية غنية بالكلمات والتراكيب التي تظهر عمقها وجمالها. فهي تمتاز بقدرتها على التعبير بأساليب متنوعة وفريدة، ومن ذلك كلمة “فأسقيناكموه” التي تجمع بين عدة عناصر لغوية في لفظة واحدة مثل الفعل والفاعل والمفعولين، وهذا دليل على بلاغة العربية وقدرتها على تكثيف المعاني.
كذلك، توجد كلمات في العربية تحمل خصوصية القراءة بنفس الطريقة من اليمين واليسار، مثل “ليل” و”توت” و”خوخ” و”ليبيا”، وهذه الظاهرة تضيف إلى اللغة طابعًا مميزًا.
ومن الفنون اللغوية العربية، الأبيات التي تُكتب بطريقة تسمح بقراءتها من اليمين لتعطي معنى المدح، ومن اليسار لتظهر معاني الهجاء. تُظهر هذه الأبيات مدى دقة وإبداع الشعراء في استخدام الكلمات بطرق تزيد من تعقيد وجمال الشعر العربي.
هذه أبياتٌ من القصيدة الرجبية، تُقرأ من اليمين فتُعطي معنى المدح:
حلموا فما ساءَت لهم شيم
سمحوا فما شحّت لهم مننُ
رشـدوا فــلا ضـلّت لهم سـننُ
وإذا قرأت من اليسار معكوسة تعطينا معنى الهجاء:
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا
شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
قـدمٌ لهم زلّت فــلا سلموا
أفعالٌ مكونةٌ من حرف واحد
عِ: تشير إلى فهم المرء للكلام وإحساسه به.
قِ: مشتقة من مصطلح يعبر عن الحماية.
رَ: تعني التمعن والنظر.
مِ: تأتي من فعل يدل على الإشارة غير الملفوظة.
مُسمّياتٌ عربية
يُطلق اسم الكأس عليها عندما تحتوي على شراب، أما في غير تلك الحالة فهي تُعرف بالقدح.
تُعرف بالمائدة عندما يوضع الطعام عليها، وإذا لم يكن هناك طعام تُسمَّى خوانًا.
تحمل الحديقة اسمها عندما يحيط بها سور، وبدون السور تُعرف بالبستان.
عجائب المعاني والمفردات
تتسم اللغة العربية بغنى معجمي يجعل من تعلمها تجربة فريدة ومثيرة؛ إذ تتأثر معاني الكلمات بالتشكيل الذي يظهر عليها. فمثلاً، تحمل الأحرف “ذهب” معاني مختلفة إذا تغيرت حركاتها، فـ “ذَهَبٌ” ليست كـ “ذَهَبَ” رغم تطابق الأحرف.
كما أن بعض الكلمات العربية تظهر بأكثر من مغزى، بعضها شائع والآخر أقل استخداماً. تلك التعددية قد تغير من إدراكنا للنصوص كاملة. على سبيل المثال، قد يُفاجأ القارئ برد على استفسار حول إمكانية “قتل الرقيب” الذي يُترجم حرفياً إلى القتل المباح لكل من البعيد والقريب، لكن الغموض ينقشع عند معرفة أن “الرقيب” هي في الواقع نوع من الحيات.
أما عن الإثراء اللفظي في العربية، فهناك كلمات كـ “عجوز” التي تحمل أكثر من 100 معنى، والتي تُعرف غالباً بمعنى المرأة الكبيرة في السن. لكن هذه الكلمة تشمل أيضاً معاني تتفاوت بين البقرة، الأسد، البحر، البئر، الإبرة وتُستخدم لوصف أيام معدودة في نهاية فصل الشتاء تُعرف ببرودتها الشديدة.