تجربتي مع عملية التكميم
تجربتي مع عملية التكميم كانت محور تحول كبير في حياتي، وقد كانت خطوة جريئة نحو تحقيق هدفي في الوصول إلى وزن صحي ومثالي. قبل اتخاذ قرار إجراء العملية، كنت أعاني من السمنة المفرطة وما يتبعها من مشاكل صحية متعددة، مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في المفاصل وصعوبات في التنفس أثناء النوم. بعد استشارة العديد من الأطباء والخبراء، وجدت أن عملية التكميم هي الخيار الأمثل لي، حيث تعمل على تقليل حجم المعدة وبالتالي تقليل الكمية التي يمكن تناولها من الطعام، مما يساهم في فقدان الوزن بشكل تدريجي وصحي.
خلال فترة التحضير للعملية، كان علي اتباع نظام غذائي صارم لتقليل حجم الكبد وتسهيل الإجراء الجراحي. وبعد إجراء العملية، كانت هناك فترة تعافي تتطلب الالتزام بتعليمات الطبيب والمتابعة الدقيقة للنظام الغذائي الموصى به. بفضل الدعم المستمر من الفريق الطبي والتزامي بالإرشادات الصحية، تمكنت من تجاوز التحديات وبدأت في ملاحظة نتائج إيجابية تظهر تدريجيًا على صحتي ومظهري.
تجربتي مع عملية التكميم لم تكن مجرد رحلة نحو فقدان الوزن، بل كانت رحلة تعلم وتغيير لنمط الحياة بأكمله، حيث أصبحت أكثر وعيًا بأهمية التغذية الصحية والنشاط البدني. الآن، وبعد مرور فترة على العملية، أشعر بالامتنان لاتخاذي هذا القرار الذي فتح أمامي أبوابًا جديدة لحياة أكثر صحة وسعادة.

ما هي عملية تكميم المعدة؟
في عملية تكميم المعدة، يقوم الجراح بإزالة نسبة كبيرة من المعدة بحيث يبقى فقط حوالي 20% من حجمها الأصلي. يتم بعد ذلك تشكيل المعدة المتبقية لتصبح ضيقة مثل كم القميص. هذا التغيير يسرع من الشعور بالامتلاء ويحد من كميات الطعام التي يمكن تناولها، مما يساهم في تقليل السعرات الحرارية التي يستهلكها الجسم. قد تشمل العملية أيضاً إزالة بعض الخلايا التي تفرز هرمونات تحفز الشعور بالجوع.
يتم إجراء هذه الجراحة تحت تأثير التخدير الكامل أو الجزئي، وتتطلب فريقاً طبياً مختصاً بما في ذلك جراح متمرس في هذا النوع من العمليات. في بعض الحالات، يمكن إجراء تكميم المعدة باستخدام تقنية المنظار، مما يقلل من الحاجة إلى الشقوق الجراحية الكبيرة. تتطلب العملية فترة تعافي تشمل إقامة في المستشفى تستمر لعدة أيام وراحة في البيت لأسابيع، يتبع خلالها المريض نظاماً غذائياً محدداً.
على عكس جراحات شفط الدهون التي قد تعطي نتائج فورية في فقدان الوزن، تكميم المعدة يساعد على خسارة الوزن تدريجياً عبر إتباع حمية صحية. الأبحاث تظهر أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين خضعوا لهذه العملية قد تمكنوا من خسارة أكثر من نصف وزنهم الزائد خلال السنة الأولى بعد الجراحة.
تكميم المعدة قبل وبعد
عادةً، تكون المعدة قادرة على التمدد لاستيعاب أطعمة بكميات كبيرة، مما يمكن الفرد من تناول أحجام أكبر من الطعام وزيادة تخزين الدهون، لا سيما إذا كانت قدرته على حرق السعرات الحرارية منخفضة. لكن، بعد إجراء عملية تكميم المعدة، يتقلص حجم المعدة بشكل ملحوظ، الأمر الذي يعزز إحساس الشخص بالامتلاء حتى بعد تناول كميات صغيرة من الأطعمة، وهذا يصعب إمكانية أكل المزيد ويساعد على خفض تناول السعرات الحرارية ويعزز من قدرة الجسم على حرق الدهون المتراكمة.
تكلفة جراحة تكميم المعدة
عملية تكميم المعدة تعتبر من الإجراءات الجراحية المعقدة التي تتطلب خبرة عالية وفريقاً طبياً متكاملاً يضم جراحين متخصصين ورعاية فائقة داخل المستشفى. بسبب هذا التعقيد، فإن تكاليف هذه الجراحة تكون مرتفعة حيث تتراوح بين 15 و30 ألف دولار في العديد من الدول كأوروبا الغربية وأمريكا واليابان وكوريا الجنوبية. ولكن، في دول أخرى كتركيا ومصر والعراق ولبنان والهند وأندونيسيا، قد تكون التكلفة أقل بنسبة 30% إلى 50%.
من الضروري جداً الحرص على اختيار مركز جراحي وجراحين ذوي كفاءة عالية عند التفكير في إجراء جراحات معقدة مثل تكميم المعدة، لأن مستوى الخبرة والكفاءة يؤثران مباشرة على نتائج الجراحة وجودة الحياة المستقبلية للمريض. لذا، يجب التأكد من تاريخ الجراح الطبي وسجله في إجراء هذه النوعية من الجراحات بنجاح.
فوائد ومخاطر تكميم المعدة
لم تكن هانية قلقة إطلاقًا حول المخاطر المحتملة، إذ تُجري عمليتها طاقم من أمهر الأطباء المتخصصين في جراحة تكميم المعدة، مما يعزز شعورها بالأمان نظرًا لخبرتهم الواسعة وطريقة الإجراء الآمنة التي تتميز عادة بقلة المضاعفات.
من أهمّ فوائد عمليّة تكميم المعدة بالمنظار:
تقليل الوزن يمكن أن يعيد للفرد حيويته ونمط حياته الصحي. يساهم هذا في تعزيز الشعور بالثقة بمظهر الفرد الخارجي والشعور العام بالرضا. كما أنه يلعب دوراً هاماً في تجنب الإصابة بالأمراض المتعلقة بزيادة الوزن، والتي قد تكون لها تبعات خطيرة. بفقدان الكيلوغرامات الزائدة، يستعيد الشخص نشاطه البدني ومستويات طاقته المرتفعة، مما يقلل من مشكلات الركبة وأوجاع المفاصل التي غالباً ما ترتبط بالوزن الزائد.

أما بالنّسبة للمخاطر فهي قليلةٌ عموماً وتشمل:
تحدث مشاكل مثل صعوبات في تحمل الطعام والجفاف خلال الأيام الأولى. من الممكن أن يعاني الشخص من تكون حصوات بالمرارة وكذلك التهاب في المعدة ينتج عنه الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ. قد يتسبب كذلك في ارتفاع مستويات الحموضة في المعدة، مما يجعل الشخص يشعر بعدم الراحة بصورة مستمرة. من الضروري التفكير بعمق قبل اتخاذ قرارات قد تؤثر على الصحة البدنية من أجل تحقيق مظهر مثالي.
الأنظمة الغذائيّة بعد جراحة تكميم المعدة
قبل خضوعها لعملية تكميم المعدة، استشارت هانية الطبيب لمعرفة الخطوات اللازمة للتعافي وخفض الوزن بعد العملية. عقب إتمام الجراحة، التزمت هانية على الفور بنظام غذائي صارم من أجل تحقيق النتائج المرجوة.
أولاً: الأسبوع الأول
شرب كميات وافرة من الماء والعصائر الطبيعية للحفاظ على رطوبة الجسم
الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمحليات الصناعية لصحة أفضل
التقليل من استهلاك المشروبات الغازية التي قد تؤدي إلى زيادة الغازات والشعور بالامتلاء
ثانياً: الأسبوع الثّاني
يمكن تناول العصائر الطبيعية التي لا تحتوي على ألياف بسهولة. يسمح بتناول منتجات الألبان مثل الحليب، بالإضافة إلى الشوربات التي لا تحتوي على قطع صلبة أو ناعمة. كما يمكن استهلاك العصائر التي تضاف إليها مكملات غذائية مثل البروتين.
ثالثاً: الأسبوع الثّالث وما بعد
يجب على الشخص أن يتبع خطوات تدريجية عندما يرغب في تغيير نظامه الغذائي، فيبدأ أولا بإضافة الأطعمة الطرية قبل أن ينتقل إلى الأطعمة الأكثر صلابة. كما ينبغي التأكد من نعومة الأطعمة المستهلكة لتسهيل عملية الهضم. يُحبذ اختيار الأطعمة الغنية بالقيم الغذائية، مع التركيز على تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الزيوت، الدهون أو الكربوهيدرات. هذه الطريقة لا توفر فقط عناصر غذائية مفيدة، بل تعزز من صحة الجسم بشكل عام.
 
             
            