تجربتي مع فارة الثدي
تجربتي مع فارة الثدي كانت واحدة من أصعب التجارب التي مررت بها في حياتي، ولكنها في الوقت نفسه كانت مصدراً للقوة والإلهام. في البداية، عندما تلقيت التشخيص، شعرت بمزيج من الخوف والقلق، ولكن بفضل الدعم الكبير من الأسرة والأصدقاء والفريق الطبي المتخصص، استطعت أن أتخطى هذه المرحلة الصعبة. العلاج كان مرهقاً جسدياً ونفسياً، لكن التزامي بالتوجيهات الطبية والمواظبة على الفحوصات الدورية ساعدني كثيراً في مواجهة هذا المرض.
من أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتي هذه هو أهمية الكشف المبكر، والذي يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير. أود أن أشجع كل امرأة على القيام بالفحوصات الدورية وعدم تجاهل أي علامات قد تظهر. فارة الثدي ليست نهاية المطاف، بل يمكن التغلب عليها بالإرادة القوية والدعم الكافي. لقد تعلمت أن الصحة هي أثمن ما نملك، ويجب أن نعتني بها بكل ما أوتينا من قوة.
فأرة الثدي
الورم الليفي في الثدي، المعروف أيضاً باسم فأرة الثدي، هو نمو غير سرطاني يحدث غالباً لدى الفتيات والشابات بين سن 15 و30 سنة. هذه الأورام لا تعتبر خطرة لأنها لا تحتوي على خلايا سرطانية. تنشأ هذه الأورام بسبب تغيرات في مستويات الهرمونات في الجسم. يتميز هذا النوع من الأورام بأنه يمكن أن ينكمش بشكل تدريجي مع تقدم العمر، خصوصاً بين سن 40 و50، وغالباً ما يختفي بالكامل بعد ذلك. وقد أُطلق عليه اسم فأرة الثدي لأنه يمكن تحريكه بسهولة داخل الثدي.
أسباب الإصابة بفأرة الثدي
تؤثر الزيادة في الوزن سلبًا على صحة الجسم، وقد تساهم في تطور الأورام الليفية في الثدي. يمكن أن تتسبب الخلل في مستويات الهرمونات، خصوصاً هرمون الأستروجين، في زيادة خطر الإصابة بهذه الأورام. تعد فترات الحمل والرضاعة من الأوقات التي تشهد تغييرات هرمونية قد تؤدي إلى تكون الأورام الليفية. أيضًا، استخدام بعض الأدوية الهرمونية خلال هذه الفترات يُعتبر عاملًا يزيد من حجم هذه الأورام.
أعراض الإصابة بالأورام الليفية (فأرة الثدي)
يمكن أن تشعر المرأة بثقل في أحد الثديين بسبب نمو ورم ليفي. قد تلاحظ وجود كتلة صغيرة يبلغ حجمها من 1 إلى 2 سم وتكون متحركة. هذه الأورام الليفية لا تسبب عادة الألم، مما قد يجعل بعض النساء لا يدركن وجودها. بمرور الوقت، قد تكبر الكتلة لتتجاوز 5 سم وتأخذ قواماً مطاطياً ولوناً بنياً.
قد تعاني المرأة أيضاً من ألم خفيف تحت الذراعين بين الحين والآخر. وخلال أيام الدورة الشهرية، من الممكن أن يحدث انتفاخ في أحد الثديين أو كليهما. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الورم الليفي إلى ظهور إفرازات خضراء أو بنية من الحلمات، الأمر الذي قد يستدعي تدخل طبي لتنظيف الحلمات وإزالة الورم لتجنب تطور مضاعفات صحية.
في حالات نادرة، قد تصبح الكتلة لينة وتسبب ألماً خلال الدورة الشهرية. إذا شعرت المرأة بألم في الثدي بسبب الورم الليفي، ينبغي عليها استشارة الطبيب فوراً للتأكد من طبيعة الورم وضمان عدم كونه خبيثاً.
أنواع الأورام الليفية
في دراستي لسلوك فئران التجارب، اكتشفت تنوعًا في أورام الثدي الليفية. هذه الأورام تختلف في أنواعها وخصائصها، مما يساعد في فهم أفضل لطبيعتها وكيفية تطورها.
1_ أورام غدية ليفية يفعه
يتميز نوع معين من الأورام بالنمو السريع خلال فترات قصيرة، ثم يبدأ حجمه بالتقلص تدريجياً حتى يختفي تماماً. هذه الأورام، المعروفة بالأورام الغدية الليفية، تظهر بشكل أكثر شيوعاً في الفتيات الصغيرات اللواتي تتراوح أعمارهن من 10 إلى 18 عاماً.
2_ أورام غدية ليفية معقدة
تُشخّص الأورام الليفية في الثدي عبر تحليل عينات من نسيج الثدي للمريضة. تتميز هذه الأورام بزيادة حجم وكثافة أنسجة الثدي نتيجة لتكاثر الخلايا بشكل ملحوظ.
3_ ورم فيلوديس
تصنف الأورام الفيلودية ضمن فئة الأورام الليفية الغير سرطانية، إلا أنه يوصى بإزالتها مبكرًا نظرًا لاحتمالية تحولها إلى أورام خبيثة في المستقبل.
كيفية تشخيص الإصابة بفأرة الثدي
يتم الكشف عن وجود فأرة الثدي باستخدام تقنيات متعددة طبقتها خلال معايشتي لهذه الحالة. من بين هذه التقنيات استخدام الأشعة السينية، الفحص اليدوي للكشف عن أي تغيرات غير معتادة، وتحليل عينات الأنسجة لتحديد طبيعة الكتلة. هذه الأساليب تُساعد بشكل كبير في الحصول على تشخيص دقيق وبالتالي تحديد أنسب طريقة للعلاج.
1_ أشعة الموجات الفوق صوتية
تعد تقنية الموجات فوق الصوتية إحدى الوسائل المتميزة في التشخيص الطبي، حيث تمكن الأطباء من التعرف على طبيعة الأورام في الجسم. من خلال هذه التقنية، يمكن تمييز الأورام الليفية في الثدي، التي تتخذ شكلًا بيضاويًا وتظهر باللون الأسود في الصورة الصوتية، مما يساعد في تحديد إذا كان الورم حميدًا أو خبيثًا.
2_ فحص الألتراساوند
يعتبر الألتراساوند أداة فعالة لمراقبة الورم الليفي، حيث يُنصح بإجرائه كل ستة أشهر للتحقق من استقرار حجم الورم والتأكد من عدم حاجة المريض لعملية جراحية لإزالته.
3_ فحص العينة الباثولوجية
تُستخدم تقنيات مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية في عملية استخراج عينة من الأنسجة لفحصها وتحديد ما إذا كانت تحتوي على ورم ليفي في الثدي.
4_ الفحص الطبي
عندما بدأت التعامل مع مشكلة فأرة الثدي، كان الفحص السريري هو الأساس الذي استندت إليه. يعتبر الورم المتحرك عادةً علامة تدل على أنه ورم ليفي، والمعروف أيضاً بفأرة الثدي. بينما إذا كان الورم ثابتاً ولا يتحرك، فهذا قد يشير إلى احتمالية أن يكون الورم خبيثاً.
5_ الاستئصال الجراحي
يميل الأطباء إلى إزالة الأورام وإرسالها إلى المختبر لتحليلها والتأكد من طبيعتها، سواء كانت حميدة أو خبيثة.
طرق علاج فأرة الثدي
تتعدد خيارات العلاج لفأرة الثدي بناءً على التقييم الدقيق للحالة المرضية. يقوم الطبيب بتحديد الأسلوب المثالي للعلاج استنادًا إلى تفاصيل وخصوصيات كل حالة. تشمل الخيارات المتاحة لعلاج هذه الحالة عدة أساليب يختار منها الطبيب ما يراه مناسبًا للمريض.
1_ جهاز الماموتوم
يستفيد الأطباء من تقنيات متطورة لعلاج أورام الثدي الليفية. يبدأ الإجراء بتخدير المنطقة المحيطة بالثدي لتخفيف الإحساس بأي ألم أثناء العلاج. الطبيب ثم يستعين بالأشعة الفوق صوتية، وهي تقنية متطورة تساعد على تحديد موقع الورم وخلق فتحة بسيطة للوصول إليه.
من خلال هذه الفتحة، يُدخل الطبيب إبرة خاصة تقوم بتكسير الورم الليفي إلى قطع صغيرة، مما يسهل إزالتها. بعد ذلك، يقوم بشفط القطع المكسرة من الورم وجمع عينات لإرسالها إلى المختبر. في المختبر، يتم فحص هذه العينات بعناية للتأكد من عدم وجود أي خلايا سرطانية ضمن الورم.
هذه الطريقة تقلل من الحاجة للتدخل الجراحي الكبير وتساعد في سرعة تعافي المريضة.
2_ الاستئصال الجراحي
عندما يتفاقم حجم الورم الليفي ويتجاوز الأحجام الاعتيادية، يُنصح باللجوء إلى التدخل الجراحي لإزالته. هذه الخطوة تُعد الخيار الأمثل للنساء اللواتي تجاوزن سن الثلاثين. من المهم الإشارة إلى أن هناك احتمالية لتكرار ظهور الورم بعد العملية، حيث تتراوح نسبة الانتكاسة من 10% إلى 15%.
3- النظام الغذائي الصحي
يعتبر اتباع نمط حياة صحي وتحسين النظام الغذائي من الخطوات الأساسية للحد من خطر تكوّن الأورام الليفية في الثدي، والتي قد ترتبط بزيادة الوزن. يوصي الأطباء بضرورة التقليل من مأكولات تحتوي على نسبة عالية من الدهون وكذلك الابتعاد عن المشروبات الغنية بالكافيين.
من جهة أخرى، يشدد الأطباء على أهمية تناول الأطعمة التي تعمل على تعزيز الصحة، مثل تلك الغنية بالفيتامينات والمعادن، لاسيما فيتامين (ج). كما ينصح بزيادة استهلاك الخضراوات والفاكهة الطازجة، لما لها من فوائد متعددة في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض.